206

بدت عاجزة عن مواصلة الحديث، وتخايلت الحقيقة مثل حشرة تزحف في الظلام. عند ذاك همست العجوز: كان قد وعدها بالزواج. - هكذا!

فقالت العجوز: إن لم يف بوعده في الحال حق علينا الهلاك!

وابتعد الشبحان. وصوت نحيب مكتوم يتكلس حول طبلة أذنه.

12

وتناول عشاءه مع عمه رضوان وزوجه أنسية. ضياء لا تبارح جناحها، ورمانة دائما في سهرة خارج الدار. وقال له عمه: لست كعادتك.

فتمتم: إني بخير.

فقالت أنسية: لست كعادتك ورأس الحسين!

كيف يبدأ الكلام؟ رأى أن يفاتحهما بالأمر. هكذا تصور وهو عائد من الساحة. إنه الآن يتراجع، قوة تمنعه وتحذره. لقد أودعته الفتاة سرا وعليه أن يصونه. يجب أن يبدأ برمانة رغم كراهيته لذلك.

13

نامت الدار ولكنه لم ينم. رجع رمانة قبل الفجر بساعة واحدة.

Unknown page