ضغط على شاربه ولحيته ليحرر شفتيه، فهمس خضر في أذنه: أخاف عليهم الفزع.
ولكنه لثم الخدود بخفة ورشاقة وهو يراقب حركات صغيرة سريعة غامضة، ثم تراجع بهدوء وحذر وأسى.
62
وقال له خضر: عليك أن تنام.
فقال وهو يهز رأسه: لا وقت للنوم. - ولكنك متعب جدا يا سماحة. - وأمامي تعب بلا نهاية.
فراح يحدثه عن موت الفللي منذ عامين وحلول الفسخاني محله، عن موت دجلة أيضا وحمودة، وسجن عنتر وفريد، وسماحة يتابعه بلا اكتراث.
ووضع يده على منكبه وقال: ما زلت مطاردا يا عمي.
فتساءل خضر بانزعاج: ألم تنقض المدة؟
فقال وهو يتنهد: اضطررت إلى قتل وغد منذ ساعة!
63
Unknown page