وجعل الرجل يتذكر، ثم قال: للبنت معجبون، ولكني لم أسمع عنها كلمة سوء.
ارتاح سماحة وعد شهادة أسوأ الناس خير شهادة. ولم يقنع بذلك فسأل الشيخ إسماعيل القليوبي شيخ الزاوية فقال له: حرفة أمها ملعونة. - إني أسأل عن البنت؟
فتساءل الشيخ باستياء. - لم تختار زوجتك من مسكن تستقر بأركانه العفاريت؟
أما محمد توكل شيخ الحارة فكان واضحا وهو يقول: سمعة البنت لا غبار عليها.
وقال سماحة لنفسه: إنها أنقى سمعة من جدتي سنية هانم السمري.
8
مضى سماحة إلى مسكن صباح كودية الزار المطل على حوض الدواب. اعتقدت بادئ الأمر أنه يقصدها كزبون، وجرى خاطرها إلى ضياء هانم الشوبكشي. قالت له: أهلا بسليل المجد.
وجعل ينظر إليها بهدوء، وشذا البخور السوداني يفعم أنفه ويخدره، وعيناه تتابعان دفوفا مختلفة الأحجام، وسياطا وسيوفا ودراعات من الخرز الملون مبعثرات بين الكنبة والرفوف، ثم تعودان إلى الجسد البدين مثل زكيبة الفحم. قالت صباح: في الخدمة يا سيد الكل.
فتمتم: ليس كما تتوقعين. - في الخدمة على أي حال.
فقال وهو يغرز عينيه في الحصيرة المزركشة: طالب القرب في بنتك مهلبية.
Unknown page