وجالسه سعيد الفقي ذات يوم في القهوة. طالعه بوجه ودود، وقلب ذي حقد دفين قديم. وقال له بنبرة الصديق: يا معلم سليمان يعز علينا حالك.
فرمقه بنظرة لا معنى لها، فواصل الرجل: ولكن لك علينا حق الصدق والإخلاص.
ماذا يريد الرجل؟ - الرأي عندي يا معلم أن تطلق سنية هانم!
فاختلج جفناه وارتعشت يده، فقال سعيد: هذه نصيحتي كصديق قديم.
غمغم سليمان: لم؟
فأجاب الرجل: لن أزيد حرفا.
29
لم يعد رد الفعل عنده ذا شأن. غدا ألمه مجردا؛ لا السرور يضحكه ولا الحزن يبكيه، ولكن لا بد من الطلاق. سيسير في الطريق حتى نهايته المسدودة.
ورجع من القهوة إلى مسكن فتحية الذي استأجره لها عقب انقلابه الخطير. استدعى المأذون وطلق سنية هانم، وقد جزع لذلك بكر وقال له: ما كان ينبغي أن يقع ذلك.
فقال له: بل عليك أن تصون أمك يا بكر!
Unknown page