14

Haqeeqat-ul-Tawheed

حقيقة التوحيد

Publisher

دار سوزلر للطباعة والنشر

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٩٨٨م

Genres

والانتظام الْكَامِل كَأَن كل شَيْء فَاعل مُخْتَار حَيّ يشرف على نظام المملكة كلهَا ويتحرك منسجما مَعَ ذَلِك النظام الْعَام حَتَّى ترى الْأَشْيَاء المتباعدة جدا يسْعَى الْوَاحِد مِنْهَا نَحْو الآخر للتعاون والتآزر انْظُر إِن قافلة مهيبة تَنْطَلِق من الْغَيْب مقبلة علينا فَهِيَ قافلة تحمل صحون الأرزاق ثمَّ أنظر إِلَى ذَلِك الْمِصْبَاح الوضيء الْمُعَلق فِي قبَّة المملكة فَهِيَ تنير الْجَمِيع وتنضج المأكولات الْمُعَلقَة بخيط دَقِيق والمعرضة أَمَامه بيد غيبية أَلا تلْتَفت معي إِلَى هَذِه الْحَيَوَانَات النحيفة الضعيفة العاجزة كَيفَ يسيل إِلَى أفواهها غذَاء لطيف خَالص يتدفق من مضخات متدلية فَوق رؤوسها وحسبها أَن تلصق أفواهها بهَا نخلص من هَذَا أَنه مَا من شَيْء فِي هَذَا الْعَالم إِلَّا وَكَأَنَّهُ يتطلع إِلَى الآخر فيغيثه أَو يرى الآخر فيشد من أزره ويعاونه فيكمل الْوَاحِد عمل الآخر وَيكون ظهيره وَسَنَده

1 / 30