Haqaiq Macrifa
حقائق المعرفة
Genres
وكذلك الغضب من البلايا الكبار فإنه لا يكاد يصبر على كظم الغيظ عند الغضب مع القدرة على الانتصار إلا ذو حظ عظيم كما قال الله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}[فصلت:34،35]، وقال تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}[الشورى:43]. وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((اتقوا النساء، واتقوا الغضب ، فإنه جمرة يتوقد في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه، فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليذكر الله سبحانه وتعالى)). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي عليه السلام: ((يا علي إن من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ، ولا تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهة كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في الرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط)).
وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل [يوم القيامة] على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي جواره شاء)).
Page 335