وضحكت، فقال: أتضحكين؟ ماذا فعلت في الأيام الثلاثة؟ - وماذا فعلت أنت؟
قال وهو شارد وعيناه في السماء: تعذبت!
وشعرت في هذه اللحظة أنني أريد أن أقترب منه، وأمسك رأسه بين يدي وأسنده على صدري لأمنع عنه العذاب.
ونظر في عيني، وكأنه قرأ رغبتي، فقال في صوت غضوب: لماذا تحبين الرجل الضعيف؟ - لأنني أشعر أنه يحتاج إلي. - إنني أحتاج إليك.
وانتابني مرة أخرى الشعور بالتمرد، فقلت له في ثورة: أنت لست في حاجة إلي، ستعود بعد قليل إلى زوجتك.
وسكت فترة طويلة، وعيناه تفتشان في ظلمة الليل عن الإجابة، ثم قال: أنت لا تعرفين أن الطاقة التي يشحنها الحب لا يفرغها إلا الحب!
وأعجبني كلامه، لكني رددت قائلة: هل طاقة الحب تفرغ؟ - لا، إن الحب يشحنها من جديد.
وسكت قليلا لأفكر، وأحسست به يقترب مني ويقول: خبريني ماذا تريدين؟
فقلت في ذعر وأنا أراه يقترب مني أكثر وأكثر: لا شيء.
قال في شدة: ما معنى لا شيء هذه؟ أنا لست مستعدا لأن أضحي بحبي لك، سأكافح من أجله، لن أضيع فرصة حياتي، سأتخلى عن كل شيء إلا أنت، هل تتزوجيني؟
Unknown page