قرص!
نفذت الكلمة من أذنه إلى رأسه كطلقة المسدس. إن النساء تعودن أن يقرصنه من ذراعه، ومن رقبته، ومن أذنه! كيف سمح لهن بذلك؟ كيف ترك جسمه نهبا لأصابعهن النهمة الجائعة؟
وأحس سوسو بمرارة في حلقه، تشبه المرارة التي تحس بها المرأة التي تترك جسدها نهبا لجوع الرجال، يعبثون به كيف شاءوا وأنى شاءوا.
إلى هنا لم يحتمل سوسو مزيدا من الأفكار والهواجس، إلى هنا بلغت أعماقه قمة التوتر، فانفجر في النساء كالضرغام: بس! مش عاوز كلام ولا هأهأة، إنتم إيه؟ جايين تعملوا شعركم وللا جايين ...
ولم يكمل، كان على وشك أن ينطق بكلمة نابية، فأمسك نفسه بصعوبة، والعرق الغزير يتصبب من رأسه ورقبته، ونظرت إليه النساء فاغرات أفواههن، مشدوهات، وساد بينهن الصمت لحظة، ثم أفقن مفزوعات على شكله الغريب الثائر. - هو جرى له إيه؟ - يا نهار اسود باين عليه اتجنن! - اتجنن؟ - اتجنن؟
واندفعت النساء مذعورات خارج المحل بشعورهن المنكوشة، وكأن ماردا يطاردهن.
وجلس سوسو في المحل الخالي ورأسه بين يديه، ومن حين إلى حين يرفع رأسه، وينظر إلى شعر صدره العريض في المرآة، ثم إلى أصابع يديه الغليظة الخشنة، ويهتف لنفسه بصوت مكتوم: أنا راجل، أنا ضرغام، أنا سبع!
وبعد أيام قليلة، كانت اللافتة المكتوب عليها «كوافير سوسو» قد اختفت، وظهر مكانها لافتة أخرى خشنة كتب عليها: «جزارة سعيد الضبع»!
لن تجديه يا ليلى
الشخصيات
Unknown page