بولونيوس :
إن «هملت» يحب ابنتي «أوفيليا»، وهي فتاة جمعت إلى جمالها الباهر طهارة القلب أيضا، فكاشفتني بما يسره إليها من حبه؛ ولأنني والد حريص على الكرامة والعرض نهيتها عن الاسترسال معه في شأن لا نتيجة له؛ لأن «هملت» أعلى مقاما وأسنى منزلة، في أن تكون له أهلا، فأبدت له شيئا من الإعراض. وإليكما هذه الكلمات المكتوبة التي أتحفها بها شعرا ونثرا: «ارتابي في أن النجوم من نار ... ارتابي في أن الشمس تدور. ارتابي في أن الحقيقة تلابس أحيانا الكذب، ولكن لا ترتابي أبد الدهر في حبي. أنا لا أحسن التقييد بالشعر وأعاريضه وتعداد أهجيته، ولكن ثقي بأنني أهواك هوى يملأ جوارحي، ثقي - ولك الله - بأنني أسير غرامك أيتها السيدة العزيزة ما دام هذا الجسم الفاني في تصرفه». أفبعد هذه الرقعة ريب في أن جنونه من شغفه بها؟
الملكة :
جائز ما تقول.
الملك :
ولكن كيف تستطيع التحقق من ذلك؟
بولونيوس :
قد توقعت أن ترتابا ولو قليلا في الأمر، فلهذا أحضرت ابنتي. وهي الآن غير بعيدة عنا، حتى إذا رغبتما في شهادة السمع والنظر أخرجتها له حين يمر بهذا الرواق كعادته في مثل هذه الساعة، ومتى وقفتما من خفاء على ما يدور بينهما انتفى كل شك.
الملك :
لنجرب هذا. أجد «هملت» قادما وبيده كتاب ويقرأ. اذهب يا «بولونيوس» فأرسل فتاتك، ولنتوار نحن هنيهة يا مليكتي. (يخرجون جميعا ويدخل«هملت».)
Unknown page