التثبت من نسبة البيتين له أمر مطلوب لأنه قد نسب الكثير للإِمام علي كرم الله وجهه مما ليس له، وجاء في العقد الفريد أن عليًّا -كرم الله وجهه- بعد ما دفن السيدة فاطمة ﵂ (تمثل عند قبرها) بالأبيات.
ومن الأخطاء في التراجم: (وقال ابن غزالة السكوني) وفي حاشيته "أبو غزالة السكوني، من بني شيبان، أحد شعراء الوحشيات" والمعروف أنه ربيعة بن غزالة السكوني الكندي، وكان نازلًا في بني شيبان، وشهد عندهم وقعة ذي قار.
ومنه (وقال هناءة بن مالك الأزدي) [طريفي ٢/ ١٥٣] في حاشيته (هو هناءة ابن مالك بن فهم بن غنم بن دوس؛ ولاه المنصور البحرين والبصرة ... وقتله رجل من ربيعة، فتك به في جامع البصرة بحضرة الناس) .. وشتان بين هناءة بن مالك الذي ربما عاش في أواخر القرن الثالث الميلادي، وبين عقبة بن سلم الهنائي -المقصود بالحاشية- الذي قتل أيام المنصور ..
إِن ما سقناه من أمثلة غيض من فيض يستحق أن يكتب فيها بحث مفصل كي لا يثقل مقدمتنا لكتاب الحماسة، ولم نسقه تقليلًا لجهد الدكتور محمد نبيل طريفي الذي اجتهد في التخريج والشرح، لكنه ابتعد بالكتاب بعيدًا عن روح التحقيق، فجاءت طبعته نسخة من طبعة لويس شيخو بما فيها من أخطاء ما كان يجب أن يقع فيها ...
بين حماسة البحتري وبين التذكرة الحمدونية ومجموعة المعاني:
يوجد كتابان نقلا عن الحماسة كما كبيرًا من الشعر الموجود فيه، هما التذكرة الحمدونية ومجموعة المعاني، حب نجد تشابهًا في أبواب منه خاصة في مجموعة المعاني، مع استشهاد التذكرة بأشعار من الحماسة في المعاني الواردة في التذكرة، بل إِن صاحب التذكرة قد نقل نصًّا من الحماسة غير موجود فيها، ذكرناه في موضعه ... وقد نقل هذان الكتابان من الحماسة كثيرًا، بل إِن تسلسل ترتيب الشعراء في الموضوع الواحد في الكتابين يتماثل مع الحماسة إِلى حد كبير، وفي بعض الأحيان يكون النقل
1 / 13