Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
ومن آدابهم: دوام التوبة مما عملوا ومما لم يعملوا مما جرى عليهم من الغفلات، كذلك حكي عن الحسين بن المنصور أنه قال: «التوبة مما لا تعلم تبعثك على التوبة مما تعلم. والشكر على ما لا تعلم يبعثك على الشكر على ما تعلم؛ لأنه حرام على العبد الحركة والسكون إلا بأمر يؤديه إلى أمر الله.»
ومن آدابهم الحضور وقت الذكر، ومجانبة الذكر على الغفلة؛ لذلك قال ابن منصور: «من ذكر الله وهو يشاهد غيره لا يزداد منه إلا بعدا، ويقسو قلبه، ويكون مستدرجا لا يهتدي.»
ومن آدابهم ترك التدبير، والسعي في طلب الرزق، والسكون في كل الأصول إلى مسوق القضاء وضمان الحق، كما قال الحسين بن منصور : «من أراد أن يتذوق شيئا من هذه الأحوال فلينزل نفسه إحدى منازل ثلاث: إما أن يكون كما كان في بطن أمه - مدبرا غير مدبر، مرزوقا من حيث لا يعلم - أو كما يكون في قبره، أو كما يكون في يوم القيامة» ... وقال أيضا: «المتوكل رزقه من حيث لا يعلم بغير حساب، ولا يكون عليه فيه سؤال ...»
ومن آدابهم ترك لفظ «أنا» و«نحن» و«لي» وما أشبه ذلك، كما روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم
أنه استأذن عليه رجل فقال: «من ذا؟» فقال: أنا - أنا - فكره ذلك رسول الله ... وحكي عن الحسين بن منصور أنه قال: «إذا قال العبد «أنا» قال الله تعالى: بل «أنا»، وإذا قال العبد: لا بل أنت يا مولاي، قال المولى: بل أنت يا عبدي، فيكون مراده مراد الله فيه ...»
ومن آدابهم: العمل في الوقوف على ما يرد عليهم من الأحوال، حكي عن الحسين بن منصور أنه قال: «حفظك أنفاسك وأوقاتك وساعاتك وما هو بك، وما أنت فيه، فمن عرف من أين جاء، عرف إلى أين يذهب. ومن علم ما يراد منه علم ما له، ومن علم ما عليه علم ما معه. ومن لم يعلم من أين أتى وأين هو وكيف هو ولمن هو فذاك ممن لا يعلم، ولا يعلم أنه لا يعلم، ويظن أنه يعلم ...»
ومن آدابهم: في معرفة الدواعي، قال الحسين بن منصور: «داعي الإيمان يدعو إلى الرشد. وداعي الإسلام يدعو إلى الإطلاق، وداعي الإحسان يدعو إلى المشاهدة، وداعي الفهم يدعو إلى الزيادة، وداعي العقل يدعو إلى المذاق، وداعي العلم يدعو إلى السماع، وداعي المعرفة يدعو إلى الروح والراحة، وداعي التوكل يدعو إلى الثقة، وداعي الخوف يدعو إلى الارتفاع، وداعي الرجاء يدعو إلى الطمأنينة، وداعي المحبة يدعو إلى الشوق، وداعي الشوق يدعو إلى الوله، وداعي الوله يدعو إلى الله، وخاب من لم يكن له داعية من هذه الدواعي! أولئك من الذين أهملوا في مفاوز التحير، وممن لا يبالي الله بهم.»
الحلاج والتصوف
كانت حياة الحلاج وما انبثق منها من إشعاعات وإشراقات، وما ابتدعت من مناهج في التفكير والتأمل والروحانيات، كانت كما يقول نيكلسون: لحظة جوهرية في تاريخ التصوف الإسلامي.
Unknown page