وأما قول القائل: (اقتلوا الإمام والعلماء)، فأي عصابة حق يكون هذا القائل أميرها؟ ومن(1) أمرائها؟ وما سمعنا لقوله شبها(2) إلا قول الملاحدة «في عهودهم إلى أوليائهم»(3): اقتلوا الديوك والملوك- يعنون بالديوك: العلماء، وبالملوك: ملوك الإسلام(4) محقين ومبطلين، وقد زاد عليهم بأنه اختص الإمام وحده من الملوك حتى يكون بقتله أو نية قتله كأنه قتل الناس جميعا كما ذكر الله من قوله: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا}[المائدة:32]، وهذا في أئمة الحق عند المفسرين(5).
وبلغنا تشدق في المقال واستهزاء بالدين وأهله، وستخزي برؤوس العلماء وتهجين(6)، فعجبنا، وتأسينا في ذلك بقول الله سبحانه: {زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}[البقرة:212].
Page 60