289

Hakadha Takallam Zaradusht

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Genres

إنني أراك أنت راجعا إلى الانتباه بعد غفلتك، فماذا فعلت ولماذا هديت نفسك؟ تكلم أيها السر الغامض.

فقال أقبح العالمين: ما أنت إلا لئيم يا زارا، وأنا أسألك فأجب من منا أعلم فيما إذا كان هذا الإله لا يزال حيا أم أنه مات حقيقة.

غير أنني أعلم كما علمتني فيما مضى أن من يريد أن يقتل قتلا لا حياة بعده يلجأ إلى سلاح الضحك فالغضب لا يقتل، أفما قلت هذا يا زارا أنت المستتر، أنت الهادم بلا غضب والقديس الخطر فما أنت إلا لئيم.

2

ودهش زارا لما سمع من أجوبة فاندفع إلى باب غاره، ووقف هنالك يصيح بأشد نبراته: لماذا تخفون سرائركم أمامي، أيها الطائشون، أفما ارتعشت قلوبكم في صدوركم لأنكم عدتم أطفالا أي من أهل التقى، ففعلتم فعل الأطفال وضممتم أكف الضراعة قائلين: «أيها الإله الصالح العزيز.»

ألا فاخرجوا الآن من غرفة الأطفال، إن مغارتي قد شهدت اليوم جميع ألاعيبهم، اذهبوا وتأملوا خارجا في طيش طفولتكم وفي نبضات قلوبكم.

لا ريب في أنكم إذا لم تعودوا أطفالا فلا تدخلون ملكوت السماوات (قال هذا ورفع إصبعه نحو السماء.)

فقالوا: لا ... لا نريد أن ندخل ملكوت السماوات؛ لأننا وقد أصبحنا رجالا لا نطلب في غير الأرض ملكوتا.

3

واستأنف زارا الخطاب فقال: أي أصدقائي الجدد، أيها الرجال الغريبو الأطوار، أنتم أيها الراقون إنني لأعجب الآن بكم، لقد عاد سروركم إليكم فتوردت وجوهكم، وقد حق لكم كأزهار جديدة أن تعيدوا فأقمتم للحمار حفلة؛ إذ أردتم أن تسروا وأن يجيء زارا المرح بجنون شيخوخته لينير أرواحكم.

Unknown page