Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genres
أما كلمة «صلاة» فقد أصبتم في ترجمتكم إياها: «حيا على الصلاة.»
هذا، وقد يكون النبي محمد هو المرموز إليه بأسد الصحراء ونذيرها حسب تأويلكم.
لقد سرنا وايم الله أن يوافقنا هذا العالم على تأويلنا، وإن يكن ذهب في تفسير اتساع الصحراء وامتدادها إلى غير ما ذهبنا إليه فقد كنا صارحناه بأن ما فهمناه من اتساع الصحراء وامتدادها وتهديد من يطمح للاستيلاء عليها إنما هو انبعاث الإيمان الحق بالفضائل العليا وتمردها على الجحود والتضعضع في الحياة.
وقد كان دليلنا على صحة مذهبنا ما ورد في النشيد من صراحة تؤيدنا خاصة في الفقرة الأخيرة وهي:
ارتفع يا مظهر الجلال ولتهب مرة أخرى نسمة الفضيلة.
ويا ليت أسد الفضائل يزأر أيضا أمام غادات الصحراء فإنه أقوى ما ينبه أوروبا ويحفز بها إلى النهوض.
وها أنذا ابن أوروبا لا يسعني إلا الخشوع لدوي هذه الآيات البينات.
للعالم الأوروبي تأويله ولنا تأويلنا، وللصحراء في بلاد العرب رموزها فلندع للأزمان تأويلها ولنكرر ما جاء في نشيد الجاحد الطامح إلى الخلود:
إن الصحراء تتسع وتمتد فويل لمن يطمح إلى الاستيلاء على الصحراء.
إن عبير الشرق لا يضوع من نشيد الصحراء فحسب، بل هو يفوح من كل حكمة ينطق بها زرادشت أمام مشاهد التضعضع الأوروبي، ولسوف يقف رجال العلم من أبناء الضاد عند كثير من أقواله، فيعرفون فيها آية من الآيات التي أوحيت لأنبيائهم أو ألهمت لحكمائهم أو حديثا لذلك الأمي الأعظم الذي تناول أدق القضايا الاجتماعية فردها إلى مكارم الأخلاق؛ ليحلها جميعا.
Unknown page