Hakadha Takallam Zaradusht
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Genres
من له أن يرد دموعه عن الفيضان، إذا لاحت له ابتسامتك يا نفسي؟ إن ما في هذه البسمة من العطف والحنان ليستهوي الملائكة للبكاء.
إن عطفك وقد تجاوز حده يمتنع عن النواح والعويل في حين أن ابتسامتك تتشوق إلى البكاء ونحرك يتهدج بالنحيب.
إنك تتناجين قائلة: إن كل دمعة فيها أنين وفي كل أنين شكاية؛ ولذلك تفضلين الابتسام على الجهر بما تتحملين من خيراتك، ومن شوق يهز جوارحك بارتعاش الكرمة تتوق إلى مقاطع القاطفين.
فإذا ما كنت تمتنعين عن البكاء، يا نفسي، مغضية بأجفانك الحمراء، فعليك أن ترفعي صوتك بالإنشاد.
انظري إلي في ابتسامي وأنا منبئك بأنك ستطلقين أناشيدك بصوت مرعد يجعل البحار تتنصت لنبرات شهوتك، إلى أن تسبح عليه العائمة المذهبة والمحلاة بكل ما هو حسن في روغانه وغرابته، حيث ينتصب السيد المجمل بالعزم وفي يده المقطع الماسي لعناقيد الكروم، ذلك هو مخلصك ومحررك يا نفسي، ذلك هو الكريم الذي أضمر اسمه في أناشيد المستقبل، والحق أن في أنفاسك شيئا من أريج هذه الأناشيد، فأنت الآن مستسلمة للأحلام تنقعين غليلك من الآبار حيث يدوي السكون وتلقين بأشجانك إلى أناشيد آتي الزمان لتجدي فيها الراحة من العناء.
أي نفسي، لقد وهبتك كل شيء حتى فرغت يداي، وآخر ما وهبتك إهابتي بك للإنشاد، فقولي لي الآن من منا وجبت عليه كلمة الشكر؟
تغني يا نفسي «أطلقي أناشيدك من أجلي ودعيني أوجه إليك آيات شكراني.»
هكذا تكلم زارا ...
نشيد آخر للرقص
1
Unknown page