قال: «وماذا تعني؟»
قال: «أعني أني لست من قبيلة الأمير ولا من قبيلة أمير المؤمنين، ومهما يكن من أمري بعد ذلك فليس مما يغير رأي الأمير في...»
فقطع عرفجة كلامه وقال: «أبمثل هذا الجواب يخاطب ولي أمير المؤمنين؟! إنها قحة!»
فلم يصبر حسن على سماع ذلك من عرفجة والتفت إليه وقال: «بل القحة أن يتصدى مثلك للجواب عن مولانا الأمير ويقطع الكلام عليه.»
فأراد عرفجة أن يتكلم فرأى الغضب في وجه الحجاج وهو يهم بالكلام فسكت، وقال الحجاج: «لسنا في مقام جدال، فأخبرني ما الذي جاء بك إلى هذا المعسكر متنكرا؟»
فتحير حسن ولم يدر بم يجيب، وخاف أن يصرح بحقيقة غرضه فيهيج غيرة الحجاج عليه، ولا سبيل بعد ذلك للنجاة، فلبث ساكتا. فاستبطأ الحجاج جوابه فأعاد السؤال فقال حسن: «جئت لأمر يهمني ولا يهم سواي ولا علاقة له بأمر الخلافة أو الإمارة.»
فقال الحجاج: «نرى أجوبتك مبهمة فأفصح.»
فلبث حسن ساكتا، فاغتنم عرفجة فرصة سكوته وقال للحجاج: «إن أجوبته مبهمة لأنه يخاف أن يعترف بفعلته، وهو جاسوس من عبد الله بن الزبير على مولانا الأمير. بل هو عدو أمير المؤمنين يتمنى سقوط دولته ويسعى في ذلك جهده. وإذا شئت أن تتحقق ذلك فاطلب إليه أن يلعن الكاذبين.»
فالتفت الحجاج إلى حسن كأنه يستطلع رأيه فيما قاله عرفجة، فقال حسن: «حاش الله أن أكون كما يقول.»
فقال الحجاج: «إذا كان الأمر كذلك، فالعن الكاذبين : عليا بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، والمختار بن أبي عبيد.»
Unknown page