Hajj Wa Cumra
كتاب الحج والعمرة
Genres
لم يؤثر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخذ الحصى في هذه الليلة، بل أمر بأخذها من وادي محسر، ومن منى. ففي خبر جابر رضي الله عنه قال: (( لما بلغنا وادي محسر قال: خذوا حصى الجمار من وادي محسر.))، أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال حين دفعوا : (( عليكم بالسكينة ))، وهو كاف ناقته حتى دخل محسرا قال: (( عليكم بحصى الخذف )) الذي يرمي به الجمرة، أخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن الفضل بن العباس رضي الله عنهما، وكان ردف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: (( هات القط لي ))، فلقطت له حصيات من حصيات الخذف، فلما وضعتهن في يده قال: (( بأمثال هؤلاء، إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. ))، أخرجه النسائي. فهذا العمل الذي اعتاده الكثير ليلة مزدلفة من الاشتغال بلقطها مع ما يحصل به من الأذى بمرور بعضهم على بعض، وإيقاظ النائمين، وقد يتلوث بالنجاسات، لا أصل له. وهي تجزي من أي مكان بالإجماع ما لم تكن مستعملة أو مغصوبة أو متنجسة. وإنما استحب تقديم أخذها قبل الوصول إلى الجمرة لئلا يشتغل عن الرمي، لكن لا على هذه الصفة المشتملة على عدة مكروهات. في أمالي أحمد بن عيسى بالسند عن أبي جعفر عليهم السلام: (( وخذ الحصى من المزدلفة إن شئت أو رحلك بمنى،كل ذلك لا بأس به، ولتكن كل حصاة قدر أنملة حصى الخذف...))، الخ.
Page 138