ما هذا يا دي توسكا؟! أراك ماهرا في كل شيء حتى في الفلسفة، دعني بربك من الدلالة على مقدرتك واجلس إلى جانبي أقص عليك حادثا غريبا لست أدري أأنزعج منه وأتكدر؟! أم أضحك منه وأبتهج؟!
الكونت :
وهل تريد صاحبة الجلالة أن أهيئ نفسي للانزعاج معها أم للضحك والابتهاج؟!
الملكة (بضيق) :
اسمع الحديث أولا، ثم افعل ما يروقك بعد ذلك.
الكونت (بأدب جم) :
كلي أذان تسمع يا مولاتي.
الملكة :
عدت ليلة من حفلة ساهرة، فسمعت بعد اضطجاعي صوت رجل يوقع على قيثارة، ويغني في المرج، قريبا من نافذة حجرتي ... أعجبني ما سمعت! بل إن تأثير الصوت كان يبعث في نفسي، كل ما أراده المغني بتوقيعه، فقمت إلى النافذة بالرغم مني أسمع، ونفسي تنتقل من الشجن إلى الشجن، حتى بكيت من قوة الانفعال، ومن مشاركة عواطفي عواطف المغني أو الشاعر في قصيدته، وفي الصباح سألت عن الرجل، فلم أهتد إليه! فنزلت إلى المرج كعادتي، فلم أجد زهوري على شجيراتها، واستنتجت مما حولها من منتثر الزهر، أن يدا سبقتني إلى قطفها فاستأت، وقصدت إلى النهر عند المظلة حيث أجلس عادة، فراعني أن وجدت الزهور منسقة في شكل باقة، وإلى جانبها القصيدة التي سمعت صاحب القيثارة يتغنى بها، وعنوانها: تحت النافذة!
الكونت (بانزعاج) :
Unknown page