181

Hafiz Najib

حافظ نجيب : الأديب المحتال

Genres

إحسان :

إن تنبه الوجدان بعد الكبوة الأولى يبعث حقيقة إلى الندم ويفيض دموع الأسف والتحسر، ولكنه تنبه شبيه بتنبه الميت قبل الاحتضار، فإنه نشاط تعقبه ضجعة الموت التام والسكون الأبدي، فكذلك تبكيت ضمير المرأة الساقطة ... لا يطول أمره ... يزول سريعا بإغراء شيطان الفجر ... تطلب المرأة الغواء في ذهول الغرام الكاذب ونشاط الشهوة العمياء.

أسما :

صدقت ... صدقت يا ابنتي، ولكن من أين لك كل هذه الأفكار الناضجة السامية.

إحسان (تتناول وردة من الأرض) :

هذه الوردة كانت يانعة في الصباح، ناضرة على غصنها قبل أن تقطف، فكانت محاسنها واتساق شكلها بواعث أغرت الفتى لقطفها، كانت لهذه الزهرة قيمة في نظره ومعزة في نفسه، فلما تمتع بها قاطفها وملكتها يده زالت تلك القيمة وطرحت الوردة في مواطئ النعال، فهكذا يا أمي شكل المرأة الحسناء في نظر العاشق الفاسق ... تزول قيمتها من نظره بعد البلوغ إليها ... والتمتع بها (تخرج خطابا من جيبها وتعطيه لأمها)

اقرئي يا أماه هذا الخطاب، هو أول رسائلي إلى هذا الشيطان (تأخذ الأم الخطاب وتقرأه بينما تقوم إحسان بوضع اللوحة المكتوب عليها لحد الفضيلة إلى جانب السرير) .

أسما :

ما دام الشاب غير ثابت على حب واحد، وغير حريص على مودة من تشتري حبه بعرضها وكرامتها، وتضحي من أجله الشرف وعزة النفس، فإنه غير حقيق بالعناية به ولا الالتفات إليه.

إحسان :

Unknown page