وصمت مليا ثم استطرد: ثم إني متزوج ..
أجل ماذا يريد؟ لعله لا يريد أن يواجه الفشل المحتمل أو الموت في النهاية وحده، بلا حب دافئ وبلا ذرية! وعاد يقول: ولكن ما الحيلة؟ .. إنه الحب ..
وغلب الصمت مرة أخرى. لم يعد يبالي بشيء. سألها متصنعا الدعابة: ما رأيك في هذه الحالة؟
ابتسمت وغمغمت بصوت غير مسموع فقال: لعلك تتهمينني بالأنانية؟
فقالت همسا: كلا، لست كذلك .. - ولا بالخرف؟!
فضحكت ضحكة خافتة ناعمة وقالت: لا تلصق بنفسك ما ليس فيها. - إني سعيد برأيك ولكن ما العمل؟
وساد الصمت للمرة الثالثة فقال: أود جدا أن أسمع رأيك؟
فقالت بجدية: الموقف دقيق ومحير، ولا أحب أن أتجاهل العواطف الإنسانية والرحمة .. - لعلك تلمحين إلى زوجتي؟ - هو ما يجب أن تفكر فيه .. - دعي ذلك لي وحدي فأنا المسئول عنه .. - حسن. - ولكني أريد أن أسمع رأيك فيما عدا ذلك ..
وكانت تمالكت مشاعرها لدرجة لا بأس بها فقالت: ألم تدلك مناقشتي في الموضوع على شيء ما يخص المبدأ؟ - إني سعيد جدا يا راضية، هذا يعني أنك تباركين حبي لك؟
فقالت بشجاعة: نعم.
Unknown page