ليس للفقراء اليوم ولا للمساكين نصيب في طعام الأعراس، بل هو من نصيب مثل هذا الوفد الخارج أمامك وأضرابهم.
الباشا :
إني أعرف من هؤلاء الخارجين ثلاثة أشخاص اجتمعت بهم في مجلس للعلماء.
الصديق :
نعم هذا الوفد كله من كبار العلماء وحملة الشريعة وأئمة الدين.
الباشا :
وما لي أراهم يسرعون ويهرولون في خروجهم، وما الذي وقع لهم حتى يتركوا العرس منذ أول الليل، وليت شعري ما الذي أزعجهم وأخرجهم، أنزل بالدين مكروه؟ أحل بالإسلام خطب؟ أحدث بين الناس حادث بدعة يستدعي قيامهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الصديق :
لم يحدث من كل ذلك شيء ولم يعرض لهم عارض ، وإنما هي عادة لهم ألفوها في الولائم والمآدب إذا انتهوا من غسل أيديهم بعد تناول الطعام بادروا إلى الخروج من العرس، فتراهم عند قول أحد الظرفاء «يد في الكباب، ورجل في الركاب.» والذين يعتذرون لهم يقولون: إنهم علماء عاملون بقوله تعالى:
فإذا طعمتم فانتشروا
Unknown page