122

Hadit ʿIsa b. Hisam

حديث عيسى بن هشام

Genres

عيسى بن هشام :

أقسم لك بالله وملائكته وكتبه أن أكثر مشايخنا لا علم لهم بها، وأنهم لا يزالون كالعهد بهم في معزل عن هذه العلوم النافعة والمخترعات المفيدة، وما نشط لرؤيتها أحد منهم، وهم إلى اليوم ينفرون من الأخذ بوجوه الوقاية ويفضلون التعرض لنيران البنادق في معارضتهم لأوامر الحكومة دون الإذعان لوجوب الاحتياط من هذه الحيوانات الدقيقة، ولا يعرفون منها إلا ما نخر كتبهم من الأرضة.

الباشا :

ومع هذا كله فلا مقام لنا اليوم في هذه البلدة التي أصيبت بالداء، وقد وجب علينا الفرار من قدر الله إلى قدر الله، فعد بنا إلى مصر إن شاء الله آمنين.

قال عيسى بن هشام: فأجبته إلى سؤاله وقفلنا إلى القاهرة، بعد أن ودعنا تلك المناظر الباهرة.

الوباء

قال عيسى بن هشام: وأقمنا في مصر مدة وقد أبل الباشا من علته وسقمه، وتمت له العافية والسلامة في جسمه، فأخذت أهنئه ذات يوم بالشفاء والإبلال، من المرض والاعتلال، وأذكر له أن صحة الأبدان، هي ملاك السعادة للإنسان، وأنك لو جمعت نعم العالم كلها للمريض، من مال واسع وجاه عريض لانصرفت نفسه عنها انصراف الضب عن الماء، والأرمد عن الضياء والممعود عن شهي الغذاء،

1

وأن خاتم الياقوت في الإصبع التي أصيبت بدمل، لا يساوي عند صاحبه حبة من خردل، وأن ما اجتمع في سرير الملك من العزة والبأس، ليهون عند مفقور الظهر أو مصدوع الرأس:

ومن يك ذا فم مر مريض

Unknown page