229

Ḥaḍārat al-ʿArab

حضارة العرب

Genres

المساجد والزوايا والمدارس ... إلخ.

المسجد:

مركز الحياة الحقيقي عند العرب؛ فالعرب يتخذون المسجد محلا للاجتماع والعبادة والتعليم، والسكن عند الاقتضاء، لا لعبادة الله فقط كبيع النصارى.

وقد أوضحنا في فصل سابق رسم المساجد العام، فذكرنا أن المساجد القديمة بنيت على نمط واحد، أي أنها مؤلفة من ساحات قائمة الزوايا محاطة بأروقة، وأن الصلاة تقام في أوسع تلك الأروقة، وتجد في وسط كل ساحة حوضا للوضوء، وتجد في مكان الصلاة محرابا في الحائط متجها نحو مكة، ومنبرا للوعظ، وقمطرا يفتح عليه المصحف عند القيام بالأعمال الدينية، ومصابيح كثيرة معلقة بالسقف، وتجد الحصر والبسط كل ما فيه من أثاث.

وتوجد بجانب مكان الصلاة، في الغالب، حجرة تضم ضريح مؤسس المسجد.

وتقوم على أركان المساجد مآذن؛ ليدعى المؤمنون من فوقها إلى الصلاة.

شكل 5-8: شمعدان للسلطان قلاوون (من تصوير پريس الأفيني).

ومن توابع المساجد، على العموم: حمامات وفنادق وأصابل ومشاف ومدارس، وهكذا يتجلى اختلاط الحياة المدنية بالحياة الدينية عند المسلمين في مساجدهم.

تظل المساجد مفتحة الأبواب من الفجر إلى العشاء، أي إلى نحو الساعة الثانية بعد الغروب.

وكل مسجد مستقل عن الآخر، وينفق على المسجد من ريع ما وقفه عليه مؤسسوه مع ما يضاف إليه من الحبس، ويدير شؤونه قيم يساعده جماعة من الأئمة والحجاب والمؤذنين والسقائين والخدم ... إلخ، ممن تجدهم حتى في أصغر المساجد، ويمارس أئمة المساجد، في الغالب، مهنا أخرى بالإضافة إلى أمهم المصلين في الأوقات المعينة.

Unknown page