وتشابه مساكن حضريي حوران مساكن سورية، فيتألف كل بيت فيها من جناح للغرباء، ومن جناح للأسرة، ومن مرافق وساحات وأصابل وما إليها، وتحيط الحواجز بغماء
4
البيت، ويصنع هيكله من الخشب وجدره من الصلصال،
5
ويتألف أثاثه من الفرش التي ينام عليها. (3-2) المساكن
شكل 1-5: جمالة في مصر (من صورة فوتوغرافية).
لندع الآن جانبا حياة العرب الاجتماعية، وهم الذين اتخذتهم مثالا، ولنتكلم قليلا عن حياة العرب المنزلية في مختلف الأرياف فنتحدث عن منازلهم وطعامهم وأزيائهم: إن بيوت طبقات العرب الوسطى والدنيا على جانب كبير من البساطة، وهي تختلف عن بيوت أغنياء العرب الزاهية التي سنصفها في الفصل الآتي.
شكل 1-6: عرب معتقلون بالقرب من تونس (من صورة فوتوغرافية).
وطراز تلك البيوت العام واحد في الشرق كله، وهي تفقد كثيرا من مظاهرها الشرقية الأصلية في البلاد التي صار للأوربيين نفوذ فيها، وليذهب إلى بعض القرى في سورية والجزائر ومراكش من يرغب في رؤية تلك البيوت المربعة البيض ذات السطوح والشكل المكعب والفرج الضيقة، والتي تكتسب منظرا عريقا في شرقيته عندما يحيط النخل بها.
وتختلف أنواع المواد التي تبنى بها تلك المنازل، كالحجارة والملط وغيرها، باختلاف البلدان والبيئات، فإذا نظرت إلى منازل العرب القائمة على ضفاف النيل، مثلا، رأيتها مبنية من الآجر المصنوع من طين ذلك النهر الممزوج بالتبن والمجفف بفعل الشمس، وأنه يندر أن يزيد ارتفاع بعضها على ثلاثة أمتار، وأنها لا تدخل إلا من باب ضيق جدا، وأنه لا يوجد في منازل فقراء الفلاحين من المنافذ سوى أبوابها، وأن منازل ذوي اليسار منهم تتألف من أقسام كثيرة مستقلة: من بيوت للسكن، وحظائر للأنعام، وأبراج للحمام ... إلخ، وأنه يحيط بتلك المنازل جدر طينية مكلسة، وأن أثاثها يتألف من فرش فقط، وأنه قلما يوجد فيها متكأ، وأن الثياب تعلق على حيطانها، وأن الفرش واللحف تطوى في كل صباح وتوضع على الرفاف، وأنه يحيط بأغمية البيوت حياط على العموم.
Unknown page