Hadarat Carab Fi Andalus
حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
Genres
كل ما كان لغيرنا ونقلناه بلفظه أو بمعناه نبهنا إليه في هامش الكتاب؛ ومن ثم يكون كل ما لم ننبه إلى مصدره فهو لنا معنى ولفظا، اللهم إلا ما نتمثل به من بيت مشهور، أو مثل سائر، أو أبيات قد عرف قائلها. على أنا إذا كنا في موضع تاريخي أو وصف جغرافي قد نبهنا إلى المصدر الذي اعتمدنا عليه، ففي الغالب الكثير تكون العبارة لنا، وإنما الذي لغيرنا هو العصارة التاريخية أو الجغرافية وما إليهما. وقد نسهو عن التنبيه إلى المصدر؛ إما لأنا لم نقيد ما ننقل حين النقل فلم نهتد إلى موضعه بعد ذلك؛ وإما لأن ما ننقله من غيرنا إنما نقلناه بواسطة حافظتنا.
4
قد نتمثل في بعض الأحايين ببيت أو أبيات تأخرت أوقات قائليها عن زمن الرحلة؛ مثل تمثلنا بأبيات لابن خفاجة أو لابن حمديس مثلا، ونحوه؛ فإنا لا نرى بأسا في ذلك ما دامت هاتيك الأزمان متقاربة متشاكلة، وحسبنا التنبيه إلى ذلك في هامش الكتاب.
أما بعد، فيرحم الله عمرو بن بحر إذ يقول: «لا يزال المرء في فسحة من عقله ما لم يقل شعرا أو يؤلف كتابا.» ويرحم الله القائل: «عرض بنات الصلب على الخطاب أهون من عرض بنات الصدر على ذوي الألباب.» فإذا كنت قد وفقت أو قاربت التوفيق في هذا الكتاب، وإلا فحسبي أني لا آلو جهدا ولا أدخر وسعا، وأني أخلص النية، وأراقب الله في كل ما أعمل، على أنه لا كمال في الأرض، وإنما الكمال لله وحده، إليه سبحانه الرغبة في أن يحوط كل ما أعتمل بكلاءته، وأن يغشيه دائما بالقبول. إنه سميع الدعاء.
عبد الرحمن البرقوقي
هوامش
الرسالة الأولى
من الإسكندرية إلى المرية
كان انفصالي عن الإسكندرية للوفود إلى الأندلس بسحرة يوم من أيام سنة خمس وأربعين وثلاثمائة من هجرة المصطفى
صلى الله عليه وسلم ، الموافقة سنة ست وخمسين وتسعمائة لميلاد السيد المسيح - صلوات الله عليه؛ وذلك في سفينة عدولية
Unknown page