181

Hadaiq Anwar

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Investigator

محمد غسان نصوح عزقول

Publisher

دار المنهاج

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩ هـ

Publisher Location

جدة

فوجدوه كما ذكر النّبيّ ﷺ. وخرج النّبيّ ﷺ وبنو هاشم وبنو المطّلب من الشّعب؛ في أواخر السّنة التّاسعة. [انشقاق القمر] وفي «١» موسم السّنة التّاسعة سألت قريش النّبيّ ﷺ آية وهو ب (منى)، فأراهم انشقاق القمر شقّتين. رواه البخاريّ ومسلم «٢» . وفي رواية: حتّى رأوا حراء بينهما «٣» . فائدة [: في أنّ معجزة انشقاق القمر لا تعدلها معجزة] قال العلماء: وانشقاق القمر معجزة عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من معجزات الأنبياء ﵈، إذ لا يطمع أحد بحيلة إلى التّصرّف في العالم العلويّ، فصار البرهان بها أظهر، ولهذا نصّ عليها القرآن بقوله تعالى: وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [سورة القمر ٥٤/ ١] . [وفاة أبي طالب] وفي السّنة العاشرة: مات أبو طالب، فاشتدّ حزن النّبيّ ﷺ. [حرص النّبيّ ﷺ على إسلام عمّه] وفي «صحيح البخاريّ»، أنّ أبا طالب لمّا حضرته الوفاة، دخل عليه النّبيّ ﷺ، فوجد عنده أبا جهل، فقال: «أي عمّ، قل لا إله إلّا الله، كلمة أحاجّ لك بها عند الله»، فقال أبو جهل [وعبد الله بن أبي أميّة]: أترغب عن ملّة عبد المطّلب؟ [فلم يزالا يكلّمانه]، حتّى قال آخر شيء [كلّمهم] به هو: على ملّة

(١) قلت: قال الحافظ ابن حجر في «الفتح»، ج ٦/ ٦٣٢: كان- أي: انشقاق القمر- بمكّة قبل الهجرة بنحو خمس سنين. (٢) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٤٣٧) . ومسلم برقم (٢٨٠٠/ ٤٣) . عن ابن مسعود ﵁. (٣) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٦٥٥) . عن أنس ﵁.

1 / 192