المنكر واصبِر على ما أصابَكَ إنَّ ذلك مِن عَزْم الأمور. ولا تُصَعِّر خدَّك للنَّاسِ ولا تمشِ في الأرضِ مرحًا إنَّ اللهَ لا يحبُّ كلَّ مُختالٍ فخور. واقصِدْ في مشيكَ واغْضض من صَوتكَ إنَّ أَنكرَ الأصواتِ لصوتُ الحميرِ﴾ [لقمان: ١٣ - ١٩] .
قد انتظمت هذه الموعظة من الوالد لولده أصول التربية، وتكوين الولد، وهي ظاهرة لمن تأملها.
وقال الله عز شأنه: ﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا..﴾ [التحريم: ٦] .
فالولد من أبيه، فيشمله لفظ: ﴿أنفسكم﴾، والولد من الأهل فيشمله: ﴿وأهليكم﴾، وعن علي بن أبي طالب ﵁ في تفسير هذه الآية، أنه قال:
«علموهم وأدبوهم» رواه ابن أبي الدنيا في كتاب [العيال: ١/ ٤٩٥] .
والذرية الصالحة من دعاء المؤمنين كما في قول الله تعالى: ﴿والذين يقولون ربنا هبْ لنَا من أزْواجِنَا وذُرِّياتنا قرةَ أعينٍ واجْعلنَا للمتِّقينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان:٧٤] .
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: «الرجل يرى زوجته وولده مطيعين لله ﷿، وأي شيء أقر لعينه من أن يرى زوجته وولده يطيعون الله عزو جل
ذكره» . رواه ابن أبي الدنيا في كتاب [العيال: ٢/ ٦١٧] .
وفي الحديث المتفق على صحته عن ابن عمر ﵄ قال: سمعت رسول الله- ﷺ يقول: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ في أهل بيته وهو مسؤول عنهم» .
وجليٌّ من هذه النصوص، وجوب تربية الأولاد على الإسلام، وأنها أمانة في أعناق أوليائهم، وأنها من حق الأولاد على أوليائهم من
الآباء والأوصياء وغيرهم، وأنها من صالح الأعمال التي يتقرب بها الولدان إلى ربهم، ويستمر ثوابها كاستمرار الصدقة الجارية، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: