قال عون بن عبد الله (الراوي عن ابن مسعود): أفيسمعن الزور إذا قيل، ولا يسمعن الخير؟! (¬1) هي للخير أسمع، وقرأ {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا *أن دعوا للرحمن ولدا} [مريم:88 - 91).
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنهم - قال: ما من حاج ولا رواح إلا تنادي بقاع الأرض بعضها بعضا: يا جارة، هل مر بك اليوم عبد فصلي عليك لله أو ذكر الله عليك؟ فمن قائلة: لا. ومن قائلة: نعم. فإذا قالت: نعم. رأت عليها بتلك لها فضلا (¬2).
وقال أبو الدرداء - رضي الله عنهم -: أذكروا الله في أسفاركم عند كل حجرة وشجرة لعلها تأتي يوم القيامة تشهد لكم (¬3).
وقال الحليمي: من الآداب: الذكر عند كل أضطجاعة، وعند كل شيء، وعند كل حجر ومدر وشجر. واستدل له الشافعي بما رواه أبو هريرة - رضي الله عنهم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من اضطجع مضطجعا لم يذكر الله فيه كان عليه تره يوم القيامة، ومن مشى ممشى لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة " (¬4).
Page 54