الرابع عشر: أخرج الخطيب أبو بكر في كتاب "الجامع" من جهة محمد بن عقبة بن هرم السدوسي ثنا أبو أمية بن فضل الثقفي ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "خمس لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعهن في سفر ولا حضر: المرآة، والكحلة، والمشط، والمدري، والسواك" (¬4). وأخرجه ابن عدي في كامله من جهة أبي أمية إسماعيل بن يحيى الثقفي عن هشام به (¬5). وقال: لا أعلم رواه عن هشام غيره، وهو متروك في الحديث (¬1). وقد رواه عن هشام، أيوب بن واقد، وهو ضعيف يروي المناكير.
وروي الطبراني في الأوسط من حديث إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء، قالت: سألت عائشة. فذكر نحوه، وزاد: "قارورة دهن" (¬2).
وأخرج في "الطيوريات" عن الهيثم بن جميل ثنا رجل من قريش عن مكحول عن واثلة ابن الأسقع - رضي الله عنهم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "القوس والسيف في السفر بمنزلة الزاد " (¬3).
قال بعضهم : وينبغي للمسافر أن يستصحب عصا، تأسيا بموسى - صلى الله عليه وسلم - وفيها فوائد (¬4) منها: أن تقتل الحية، والعقرب، والذئب، والفحل الهائج. ويتوكأ عليها الكبير والسقيم والأقطع، والأعرج، والخطيب. فتنوب للأعرج عن ساق أخرى، والأعمى عن قائد، وهي للقصار والرباع وهي سناد للملة، ومحراك للتنور. ولدق الحمص والسمسم، وتخبط الشجر والشرط والمكاري للراعي في غنم. وللراكب مركبه، ووتدا ن الحائط وتركزها فتجعلها قبلة. وإن شئت مظلة، فتدخلها في عروة المزود فطرفها في يديك والباقي في يد صاحبك. وإن كان فيها زج كانت عنزة، فإن زدت شيئا كانت عكازا، فإن زدت شيئا كانت رمحا.
Page 47