199

Ghurar Akhbar

غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)

Genres

ولقد أحسن من قال في المعنى، وبالغ في المثل، حيث يقول من بينهم- كأنه ابن علوان-:

أزاحتك ظلما عن مقامك عصبة

رأت فيك فضلا لم يكن في تلادها

كذا عادة العريان تكره أن ترى

بياض البزات الشهب بين سوادها

ومما يدخل فيما شرحناه قول داود بن الهيثم الجعفري وقد دخل على محمد بن طاهر بن حسين، وقد جلس يهنأ لمقتل يحيى بن عمر، فقال: أيها الأمير، قد جئتك أهنئك بما [لو] كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) [حيا] لعزيناه فيه (1).

وفي مثل ذلك تقول بعض الشيعة لرجل من الناحية في محاورته في فضل آل محمد: أرأيت لو عاش رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أين كان يترك بثقله ورحله؟ فقال الرجل:

كان ينزل في دور أهله، فقال: فقال له المتشيع: فقد حططت هواي وولاي حيث حط رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ولقد أحسن الكميت في قوله (رحمه الله):

ما أبالي ولن أبالي فيهم

أبدا رغم راغم راغم

فيهم شيعتي وقسمي من الأم

مة حسبي من سائر الأقسام (2)

ولما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الاختفاء من قريش في الشعب، استشار أبا طالب في ذلك، فأشار به ثم أمر ولده أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمبيت على فراشه ليقيه بنفسه، فأجابه إلى ذلك، ثم قال أمير المؤمنين لأبيه: «إنني مقتول»، فقال أبو طالب رضى الله عنه:

من لقلب متيم مسهام

غير ما صبوة ولا أحلام

Page 233