الجياني وابن الطلاع وأبا مروان ابن سراج والعبسي، وأقام بها نحو عامين واتسع في الأخذ وتقلد الشورى أخريات أيام البرغواطي قبل رحلته فاستمر رأسًا في المفتين إلى أخريات أيامه، وسمع أيضًا من ابن سعدون وأبي القاسم ابن الباجي وغيرهما.
وكان كثير الكتب حافظًا عارفًا بالفقه، مليح الخط والكتابة والمحاضرة، من أعقل أهل زمانه وأفضلهم وأسمتهم تام الفضل كامل المروءة بعيد الصيت عند الخاصة والعامة عظيم القدر.
لازمته كثيرًا للمناظرة في المدونة والموطأ وسماع المصنفات فقرأت وسمعت عليه بقراءة غيري كثيرًا وأجازني جميع روايته.
وولي القضاء بسبتة نحو ست سنين، واستعفى من ذلك أخيرًا فأعفي، وذلك في محرم سنة ست وتسعين، ثم التزم القضاء بمدينة فاس بعد أن سجن على إبايته من ذلك، وذلك سنة ثلاث وخمسمائة فنهض إليها ثم انصرف زائرًا إلى سبتة وتلدد
1 / 28