من كان إذلاله بمدخرٍ ... ولا يرى عدةً له إلا هو
فعدتي ما أقول من صغري ... أشهد أن لا إله إلا هو
وتوفي، ﵀، غريقًا في البحر منصرفه إلى بلده من المرية سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
٩٠- سعيد بن أحمد بن سعيد السفاقسي ثم الينونشي: قرية من قرأها الفقيه الزاهد أبو الطيب؛ اجتاز ببلدنا وسكن أغمات، كان من المحققين بالفقه والكلام من أهل البلاغة والتأليف والنظم والنثر، تفقه بأبي الحسن اللخمي وطبقته. وكان من أهل الخير التام والفضل الكامل وسلوك طريق الزهد والورع والتقلل متواضعًا حسن الصحبة كريم العشرة، يزداد على الأيام فضلًا؛ وشهر اسمه وبعد صيته عند السلطان وغيره فلم يزدد إلا خيرًا وانقباضًا وتواضعًا ولم يتشبث بشيءٍ من أمور الدنيا وخططها إلى أن توفي، ﵀، من سقطةٍ سقطها من درج منزله في صدر رجب سنة إحدى وخمسمائة.
٩١- سفيان بن [.. ..] المعروف بابن البيغي: أصله من شاطبة وكان متفننًا نبيلًا، لقي الشيوخ وسمع منهم: أبا عمر بن عبد البر وأبا الوليد الباجي وأبا الوليد الوقشي وأبا العباس الدلائي وأبا الأصبغ ابن سهل وأبا مروان ابن سراج وأجازه.
ناولني كتاب المنتقى في أخبار الأئمة الفقهاء تأليف أبي عمر ابن عبد البر، وفهرست أبي عمر وفهرست الدلائي وحدثني بهما عنهما وسمعت منه عن شيوخه غير شيءٍ، ﵏، وتوفي في نحو عشرين وخمسمائة.