69

Ghunya

الغنية لطالبي طريق الحق

Investigator

أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

وقال النبي- ﷺ: «أفضل الناس رجل اعتزل يكفي الناس شره». وفي بعض الألفاظ عنه- ﷺ أنه قال: «الغريب هو الذي يفر بدينه». وعن بعض السلف أنه قال: هذا زمان السكوت ولزوم البيوت- وهو بشر الحافي-. وقيل لسعد بن أبي وقاص لما تفرد في قصره بالعقيق: تركت أسواق الناس ومجالس الإخوان وتخليت، فقال: رأيت أسواقهم لاغية ومجالسهم لاهية، فوجدت الاعتزال فيما هناك عافية. وقال وهيب بن الورد ﵀: «خالطت الناس خمسين سنة فما وجدت رجلًا غفر لي زلة، ولا ستر لي عورة، ولا أمنته إذا غضب، وما وجدت منهم إلا من يركب هواه». وعن الشعبي ﵀ أنه قال: «تعاشر الناس بالدين زمنًا طويلًا حتى ذهب الدين، ثم تعاشروا بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعاشروا بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم تعاشروا بالرغبة والرهبة، وأظن أنه سيجيء بعد هذا ما هو أشد منه». وقال الحكيم: «العبادة عشرة أجزاء تسعة في الصمت وواحدة في العزلة، فراودت نفسي على الصمت فلم أقدر عليه، فصرت إلى العزلة فجمعت لي التسعة». وكان يقول: «لا شيء أوعظ من القبر، ولا آنس من الكتاب، ولا أسلم من الوحدة». وقال بشر بن الحارث ﵀: إنما يطلب العلم ليهرب به من الدنيا لا لتطلب به الدنيا. وروى عن عائشة ﵂ أنها قالت: «قيل: يا رسول الله: أي جلسائنا خير؟ قال- ﷺ: من ذكرتكم الله تعالى رؤيته، وزاد في عملكم منطقه، وذكركم الآخرة عمله». وكان عيسى ابن مريم ﵇ يقول: «يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ﷿ ببغض أهل المعاصر، وتقربوا إلى الله تعالى بالتباعد عنهم، والتمسوا رضاه بسخطهم».

1 / 78