فيفعلها بيمينه، ولا يمشي في نعل واحد إلا أن يكون ذلك يسيرًا بمقدار ما يصلح الأخرى إذا انقطع شسعها.
وإذا أراد أن يناول إنسانًا توقيعًا أو كتابًا فليقبضه بيمينه.
وإذا مشى مع من هو أعلى منه في المنزلة والفضل فليمش عن يمينه يجعله كإمامه في الصلاة، وإن كان دونه في المنزلة يجعله عن يمينه ويمشي عن يساره وقد قيل: المستحب المشي على اليمين في الجملة لتخلي اليسار للبزاق وغيره.
* * *
(فصل: في آداب الأكل والشرب)
ويستحب للآكل أن يسمي الله تعالى عند أكله ويحمده عند فراغه، وكذلك عند الشرب، لأن ذلك أبرك لطعامه وأبعد لشيطانه، لما روي أن أصحاب النبي ﷺ قالوا: «يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال رسول الله ﷺ: فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم، قال ﷺ: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى يبارك لكم فيه».
وعن جابر بن عبد الله ﵄ أنه سمع النبي ﷺ يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأولاده لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، فإذا لم يذكر اسم الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء».
وعن حذيفة ﵁ أنه قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله ﷺ طعامًا لم يضع أحدنا يده حتى يبدأ رسول الله ﷺ، وإنا حضرنا معه طعامًا فجاء أعرابي كأنما يدفع، فذهب يده في الطعام، فأخذ رسول الله ﷺ بيده، ثم جاءت جارية كأنما تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله ﷺ بيدها، وقال: إن الشيطان
1 / 53