124

Ghayth Hamic

الغيث الهامع شرح جمع الجوامع

Investigator

محمد تامر حجازي

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Genres

أنه جعل ذلك بالنطق دون الإشارة والمثال، وهو وضع شيء على شكل المطلوب لكونه أكثر فائدة وأسهل، فالأول لأنه يعبر به عن الذات والموجود والحادث وأضداها، بخلاف الإشارة والمثال/ ٣٢ب/م) فإنه لا يمكن التعبير بهما عن المعنى والمعدوم والقديم. والثاني فلأنه مركب من الحروف، وهي كيفيات تعرض للنقص الضروري. واعلم أن تعبير المصنف وغيره بـ (أفيد) لا يستقيم، فإن صيغة أفعل إنما يصاغ من فعل ثلاثي، وفعل أفيد أفاد وهو رباعي. ثم بين الموضوعات اللغوية، وأنها الألفاظ الدالة على المعاني، فخرج عن ذلك الخط والإشارة وغيرهما، ودخل في الألفاظ المقدرة وهي الضمائر المستترة في الأفعال، فهي ملفوظ بها حكمًا، بدليل إسناد الفعل إليها، وجواز تأكيدها، والعطف عليها، وخرج/ (٢٧/ب/د) بالدلالة على المعاني المهملات، ودخل في هذا التعريف المفرد والمركب. ص: وتعرف بالنقل تواترًا أو آحادًا، وباستنباط العقل من النقل لا مجرد العقل. ش: الطريق في معرفة الموضوع وهو اللغة منحصرة عقلًا في العقل والنقل، والمركب منهما. أما الأول: فلا تعرف به اللغة، لأنه إنما يستقل بوجوب الواجبات وجواز الجائزات. أما وقوع أحد الجائزين فلا مدخل له فيه، والوضع من ذلك. وأما الثاني: فالنقل إما متواتر كالسماء والأرض، والحر والبرد، وإما آحاد كأكثر اللغات فيتمسك به في المسائل الظنية دون القطعية. وأما الثالث: المركب منهما وهو استنباط العقل عن النقل، فمثاله: كون الجمع المعرف بـ (أل) للعموم فإنه مستفاد من مقدمتين نقليتين حكم العقل بواستطها، إحداهما: أنه يدخله الاستثناء.

1 / 139