(أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا ... (٢٥) وفينا من هو أكثر أموالًا وأسبابًا. كقول قريش (لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ). (بَلْ هُوَ كَذَّابٌ) شديد الكذب، حتى اخترع هذا الكذب البديع. (أَشِرٌ) بطر حمله عليه بطره.
(سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) أي: يوم القيامة فإن الدنيا والآخرة يومان. وقرأ ابن عامر وحمزة بالتاء على حكاية قوم صالح، أو التفات من اللَّه تعالى إليهم كأنهم حضور ينعي عليهم جنايتهم ثم حكاه لرسول اللَّه ﷺ دلالةً على أنهم كانوا أحقاء بذلك الوعيد.
(إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ ... (٢٧) امتحانًا. وذلك بعد أن سألوها. (فَارْتَقِبْهُمْ) انتظرهم مراقبًا أحوالهم مع الناقة، (وَاصْطَبِرْ) على أذاهم.
(وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ... (٢٨) ذو قسمة لهم شِرْبٌ يوم ولها شِرْب يَوْمٍ مَعْلُومٍ. وفي الضمير تغليب العقلاء. (كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ) يحضره صاحبه خاصة.
(فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ ... (٢٩) قدار بن سالف، أشقى الناس، نطق به القرآن. وقال رسول اللَّه ﷺ: " أشّقى الناس رجلان: عاقر الناقة، وقاتل علي ﵁ " (فَتَعَاطَى) اجترأ
1 / 46