316

Ghāyat al-amānī fī tafsīr al-kalām al-rabbānī

غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني

Editor

محمد مصطفي كوكصو

(فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (٢٥) النّكال: كالسلام اسم للتنكيل أي: نكّل اللَّه به في الدنيا بالإغراق، وفي الآخرة بالإحراق. وعن ابن عباس ﵄: نكال كلمته الأولى، هي قوله: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) والأخرى: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى).
(إِنَّ فِي ذَلِكَ ... (٢٦) أي: فيما حكي عنه وعن ماله (لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى) لمن كان من شأنه الخشية.
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا ... (٢٧) الخطاب لمشركي مكة. (أَمِ السَّمَاءُ) ولا شكَّ أنَّ الثاني أصعب. ثم شرع يبين كيفية إيجادها من غير آلة ومعين؛ ليدل به على أن إنكار البعث إما عناد أو تعامٍ أو تصامٍ. (بَنَاهَا) خلقها على صورة القبة المبنية.
(رَفَعَ سَمْكَهَا ... (٢٨) أي: جعل مقدار ذهابها في سمت العلو مديدًا رفيعًا مقدار خمسمائة عام. (فَسَوَّاهَا) فعدلها مستوية الأجزاء مزينة بالكواكب على ما اقتضته الحكمة.
(وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ... (٢٩) أظلمه. يقال: غطش الليلَ وأغطشه اللَّه كظلم وأظلمه. ويقال: أغطش الليلُ أيضًا لازمًا. (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) وأبرز ضوء شمسها. وإنما أضاف الليل والشمس إلى السماء؛ لأنَّ الليل ظلّ السماء في المرأي، وإن كان ظلّ الأرض حقيقة، أو لأنهما يحصلان بغروب الشمس وطلوعها.

1 / 326