بالفقه عليه، وسمع عليه الحديث؛ قال ابنُ السُّبكيّ: "ويقال إنّ شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام قال: لم أرَ أفقه منه. قال أبو شامة: وسألتُه أيّهما أفقه الشيخ فخر الدين ابن عساكر أو ابن الحرستاني فرجَّح ابن الحرستاني وقال: إنَّه كان يحفظ وسيط الغزالي" (١)؛ ولد سنة (٥٢٠ هـ)، وتُوفِّي سنة (٦١٤ هـ) (٢).
٣ - سيف الدين الاَمِديّ: هو علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن محمد، أبو الحسن سيف الدين، قرأ عليه الأصول وعلى غيره (٣)؛ قال ابنُ السُّبكيّ: "الأُصوليّ المتكلم أحد أذكياء العالم ... يُقال إنهّ حفظ "الوسيط"، (للغزالي)، وحمل عنه الأذكياءُ العلمَ أصولًا وكلامًا وخلافًا، وصنّف كتاب "الأبكار في أصول الدين"، و"الإحكام في أصول الفقه"، و"المنتهى"، و"منائح القرائح"، و"شرح جدل الشريف"، وتصانيفُه فوق العشرين تصنيفًا كلُّها منقَّحة حسنة، ويُحكى أنَّ شيخ الإسلام عزَّ الدين ابن عبد السلام قال: ما سمعتُ أحدًا يُلقي الدرس أحسن منه، كأنَّه يخطب، وإذا غيَّر لفظًا من "الوسيط" كان لفظه أمسَّ بالمعنى من لفظ صاحبه، وأنَّه قال: ما علمنا قواعد البحث إلا من سيف الدين الآمدي، وأنه قال: لو ورد على الإسلام متزندق يُشَكِّك ما تعيّن لمناظرته غير الآمدي لاجتماع أهلية ذلك فيه"؛ ولد سنة (٥٥١ هـ)،
_________
(١) "تاريخ الإسلام" للذهبي (١٣/ ٤١١)، و"طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ١٩٨).
(٢) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ١٩٦ - ١٩٩)، و"النجوم الزاهرة" (٦/ ٢٢٠)، و"طبقات الشافعية" للإسنوي (١/ ٤٤٥)، و"الذيل على الروضتين" (ص: ١٠٦).
(٣) "طبقات الشافعية الكبرى" (٨/ ٣٠٦).
1 / 15