Ghaya Al-Ghayat wa Tareeq Al-Sa'adat Hassan Al-Khatima
غاية الغايات وطريق السعادات حسن الخاتمة
Publisher
دار ابن خزيمة
Genres
أخي: هل حاسبتَ نفسك يومًا فقلت لها: يا نفس إنها جنة أو نار! فماذا أعددت لذاك اليوم؟ !
أخي: إن رحلة المؤمن الحقيقية في هذه الدنيا هي رحلة (العمل الصالح!) لا يزال فيها المؤمن حتى الممات! ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران].
قال عمر بن عبد العزيز ﵀: (ما رأيت يقينًا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت! ثم لا يستعدون له!).
أخي: إن من عمل ليوم لقاء ربه تعالى أتاه ذلك اليوم وهو من السعداء بقدومه.
ومن وصية العباس بن عبد المطلب في مرض موته لابنه عبد الله ﵄: (وإني موصيك بحب الله، وحب طاعته، وخوف الله، وخوف معصيته، فإنك إذا كنتَ كذلك لم تكره الموت متى أتاك).
أخي: كم هو مُرَوِّعٌ أن تُخْفَى على العباد خواتيمُهم! ! فلا يدري العبد على أي حال يقدم على ربه تعالى؟ ! ولا يدري أين كتابه؟ ! مع أصحاب اليمين؟ ! أم مع أصحاب الشمال؟ ! ! أخي: قف قليلًا .. بل قفْ كثيرًا! وأنا أسوق لك هذا الحديث: قال رسول الله ﷺ: «إن الرجل ليعمل الزَّمن الطويل بعمل أهل الجنَّة ثم يُخْتَم له عمله بعمل أهل النار! وإن الرجل ليعمل الزَّمن الطويل بعمل أهل النَّار ثم يُخْتَم له عمله بعمل أهل الجنَّة!» رواه مسلم.
أخي المسلم: إنهما منزلتان لا ثالث لهما: (خاتمة حسنة) أو (خاتمة سيئة!) جعلني الله وإياك أخي من أهل الخواتم السعيدة.
1 / 6