(١٩) ع ر ر [والمعترّ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله ﷿: الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ «١» .
قال: القانع: الذي يقنع بما يعطي. والمعتر: الذي يعترض الأبواب.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «٢» وهو يقول:
على مكثريهم حقّ من يعتريهم ... وعند المقلّين السّماحة والبذل «٣»
_________
(١) سورة الحج، الآية: ٣٦.
(٢) الشاعر: هو زهير بن أبي سلمى: ربيعة بن رياح المزني، من مضر، حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره، كان أبوه شاعرا، وخاله شاعرا، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب ويجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة. ولد في بلاد (مزينة) بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل: كان ينظم القصيدة في شهر، وينقحها ويهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى (الحوليات) أشهر شعره معلقته التي مطلعها:
أمن أمّ أوفى دمنة لم تكلّم ... بحومانة الدّرّاج فالمتثلّم
ويقال: إن أبياته التي في آخر هذه القصيدة تشبه كلام الأنبياء. (انظر: شرح شواهد المغني:
٤٨. وجمهرة الأنساب: ٢٥ و٤٧. والشعر والشعراء ٤٤) .
(٣) كذا في (الأصل المخطوط) و(الإتقان) ١/ ١٢١. وورد البيت في: (ديوان زهير) في القصيدة رقم ٢٢ التي مطلعها:
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو ... وأقفر من سلمى التعانيق فالثّقل
بهذا النص:
على مكثريهم رزق من يعتريهم ... وعند المقلّين السّماحة والبذل
وورد في: (الشعر والشعراء) صفحة ٨٦. وورد في تفسير (مجمع البيان) للطبرسي مستشهدا به و(فتح القدير) .
1 / 46