11

Gharib Quran

غريب القرآن لابن قتيبة

Investigator

أحمد صقر

Publisher

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

تَبَاعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إِذْ سَأَلْتُهُ ... أَمِينَ، فَزَادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا (١) ويفتحونها: لانفرادها، وانقطاعها عما يُضمر فيها: من معنى النداء. حتى صارت عندهم معنى "كذلك فَعَل الله". وقد أجازوا أيضا "آمينَ" مطوّلة الألف. وحكَوها عن قوم فصحاء. وأصلها: "يا أمين" بمعنى: يا أللهُ. ثم تُحذف همزة "أمين" استخفافا لكثرة ما تَجْرى هذه الكلمة على ألسنة الناس. ومَخْرَجُها مخرج "آزيدُ". يريد: يا زيدُ. و"آراكبُ" يريد: يا راكبُ. وقد سمعنا من فصحاء العرب: "آخبيثُ"؛ يريدون: يا خبيثُ. وفي ذلك قولٌ آخر؛ يقال: إنما مدت الألف فيها، ليطول بها الصوتُ. كما قالوا: "أَوِّهْ" مقصورةَ الألف، ثم قالوا: "آوَّهْ" [ممدودة] . يريدون تطويل الصوت بالشكاية. وقالوا: "سقط على حاقِّ رأسِه"؛ أي: على حَقِّ رأسه (٢) . وكذلك "آمين": أرادوا تطويل الصوت بالدعاء. وهذا أعجب إليَّ. * * * وأما قول العباس بن عبد المُطَّلِب، في مدح رسول الله ﷺ:

(١) في اللسان ١٦/١٦٧ "روى ثعلب: فطحل بضم الفاء والحاء - أراد زاد الله ما بيننا بعدًا، آمين" وفيه ١٤/٤٣ "فطحل إذ رأيته" ونقل عن الجوهري قوله: "فطحل -بفتح الحاء - اسم رجل". (٢) في اللسان ١١/٣٤١ "سقط فلان على حاق رأسه: أي على وسط رأسه".

1 / 13