Gharib Quran
غريب القرآن لابن قتيبة
Investigator
أحمد صقر
Publisher
دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)
فما أُجْشِمْتُ من إتيان قَوْمٍ ... هُمُ الأعداءُ والأكبادُ سُودُ (١)
كأن الأكباد لما احترقت بشدة العداوة اسودت. ومنه يقال للعدو: كاشح؛ لأنه يخبأ العداوة في كَشْحِه. والكَشْحُ: الخاصرةُ وإنما يريدون الكبد لأن الكبد هناك. قال الشاعر:
*وَأُضْمِر أضْغَانًا عَلَيَّ كُشُوحُها * (٢)
والتاء والدال متقاربتا المخرجين. والعرب تدغم إحداهما في الأخرى وتبدل إحداهما من الأخرى كقولك: هَرَتَ الثوب وهَرَدَه: إذا خرقه. كذلك كبت العدو وكبده. ومثله كثير.
* * *
١٣٠- ﴿لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾ يريد ما تضاعف منه شيئا بعد شيء. قال ابن عيينة: هو أن تقول: أَنْظِرْني وأَزِيدُك (٣) .
١٣٣- وقوله ﴿وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾ يريد سعتَها، ولم يرد العرض الذي هو خلاف الطول. والعرب تقول: بلاد عريضة أي واسعة "وفي الأرض العريضة مَذْهَبُ". وقال النبي ﷺ للمنهزمين يوم أُحد: " لقد ذهبتم بها عريضة ". وقال الشاعر:
(١) ديوانه ٢١٥ واللسان ٤/٣٧٨. (٢) للنمر بن تولب، وتمامه: أقارض أقواما فأوفى قروضهم ... وعف إذا أردى النفوس شحيحها تنفذ منهم نافذات تسؤنني ... وأضمر. . . . . . . (٣) في الدر المنثور ٢/٧١ عن سعيد بن جبير قال: "إن الرجل كان يكون له على الرجل المال، فإذا حل الأجل طلبه من صاحبه، فيقول المطلوب: أخر عني وأزيدك في مالك، فيفعلان ذلك، فذلك الربا أضعافا مضاعفة، فوعظم الله".
1 / 111