وأحيانًا ينسب أبياتٍ إلى غير قائليها، لكنَّ نسبة الخطأ إلى الصواب قليلة جدًا لا تقدحُ في الكتاب، ولا تنقص من مكانته، وفي الصحيحين البخاري ومسلم بعض الرواة تُكلِّم بهم، ولم يَقدحْ ذلك في الصحيحين. وقد بينا كلَّ ذلك في تعليقاتنا على الكتاب، وأوضحنا الخطأ من الصواب، وقال تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ (سورة يوسف: ٧٦) .
- ومنهم أبو نُعيم الأصبهاني صاحب (حلية الأولياء) له الردُّ على الغريب المصنف١.
- ولابن السيد البطليوسي بعض الانتقادات على أبي عبيدٍ ذكرها في كتابه (الاقتضاب)، ولم يُصب في بعض هذه الانتقادات.
فقد قال٢: وحكما أبو عبيدٍ القاسمُ عن أبي عمروٍ أنَّه قال: يقال لواحدهما- يريد: المذريان-: مِذرى، وأحسب أنَّ أبا عمروٍ قاس ذلك من غير سماعٍ، وأنَّ أبا عبيدٍ وهم فيما حكاه عن أبي عمرو، كما وهم في أشياء كثيرة من كتابه.
قلت: وما نسبه لأبي عبيد فغير صحيح، لأنه قال: ليس لهما واحد٣.
- ومنهم السُّهيلي، فقد انتقد على أبي عبيد بعض الحروف في كتابه الروض الأنف، انظر مثلًا ٢/ ٧٣- ١٢٥ -١٨٦، و٣/ ٣٠٣.
- ومنهم شمر بن حمدويه، فقد قال: سمعتُ غريب المصنف، لأبي عبيدٍ من المسعري وابن خاقان، عن أبي عبيد، ثم شككتُ منه في أحرف، فمضيت إلى البصرة إلى أبي حاتم، فقلتُ له: إني أريد أن أعرض عليك هذا الكتاب، فقال: افعل، ففعلتُ فما شككتُ في شيء إلا شك فيه أبو حاتم.
_________
١ انظر كشف الظنون ٢/١٢٠٩
٢ الاقتضاب ص ٢٧٩.
٣ الغريب النصف ١/٧٥.
1 / 275