وصاح هو: لماذا لا تجيبي؟
فقالت وصوتها يرتجف: أي جواب تريد؟ أولم أجبك من قبل؟
ثم أردفت وهي لا تكاد تقوى على الحديث: أظن أن الوقت قد أزف للرحيل.
وسمعا إذ ذاك صوت وقع أقدام على السلم وصوتا أشبه بصليل السيوف، وما لبث باب الغرفة أن فتح وظهر بوثول على بابها وهو ملتف في عباءته الحمراء، وأحنى كتفيه عند الباب، وكانت في عينيه الواسعتين نظرة ساخرة ألقاها على دارنلي؛ فبعث بالخوف والغضب إلى قلبه في الحال، وقال بوثول يخاطب الملكة: لقد أوشك الليل أن ينتصف يا مولاتي.
كان بوثول قد حضر في الوقت المناسب ليذكر الملكة بأن كل شيء قد تم لتنفيذ ما اتفق عليه من قبل دون مراعاة لعطف أو شفقة.
وقالت الملكة: هأنذي قادمة.
ولبث بوثول ينتظر ليعجل من قيامها، إلا أن الملك أخرها قليلا.
وأخذ بوثول يلحف في الرجاء ودارنلي يقول: انتظري لحظة واحدة، كلمة واحدة.
ثم خاطب بوثول قائلا: دعنا نتحدث وحدنا يا سيدي وغادرنا.
ولكن على الرغم من أنه الملك لم يطعه ذلك الجبار عشيق الملكة، ولبث ينتظر أمر الملكة دون أن يتحرك، فلم يغادر الغرفة إلا بعد أن أشارت إليه تطلب منه الخروج، بل حتى بعد أن أمرته الملكة بالخروج لم يكن منه إلا أن انتقل إلى الجانب الآخر من الباب؛ وذلك كي يكون قريبا منها يساعدها إذا بدا منها ما يدل على الضعف في تلك الساعة الرهيبة.
Unknown page