وبعد يومين تحرجت الأزمة عن ذي قبل، فكتب الجنرال يوريفتش تحت يوم:
الأربعاء 15 مايو
إن حالة الغراندوق تسبب لي قلقا عظيما، فغرامه يزيد من يوم إلى آخر، وهو يشعر بألم شديد، وقد اضطر أن يعترف بأن مركزه صار مستحيلا.
إنني أعتبره ابنا لي؛ ولذلك فأنا أتألم لألمه. وقد تحدد سفرنا يوم 30 مايو، ولكنه صرح لي برغبته في البقاء.
وهو على ثقة من أنه لو طلب يد الملكة للزواج، فإنها ستوافق في الحال على أن تصبح زوجته. ألا فليساعدني الله في هذه الأزمة؛ فقد كانت سعادة ابني هي غرضي الوحيد في الحياة، ولكن القرار الذي يجب أن أتخذه في هذه المسألة في غاية الوضوح. إن مسئوليتي كبيرة، وقد قال لي: إني صديقه الوحيد، وإنني الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يساعده.
إلى النجدة
كيف يضبط الجنرال يوريفتش نفسه من أن يصيح هذه الصيحة بعد أن رأى الأمور تتطور بسرعة، وهو يعرف القاعدة في الحب، وهي أن الجرح السريع أفضل بكثير من العلاج البطيء المفعول، إذن يجب التأثير على الغراندوق، ويجب التأثير على الملكة؛ ولذلك قرر الجنرال أن يتحدث إلى إحدى المقربات من فيكتوريا حتى تراقب مقابلات الحبيبين، وتعمل على إبعادهما عن بعضهما كما سيعمل هو.
وتمكن الرجل في يوم 22 مايو من محادثة البارونة «ل ...» محادثة طويلة، وكانت هذه البارونة هي الوحيدة التي تستأمنها الملكة على أسرارها، وقد اتضح له أن الملكة أسرت إليها بأنها تحب الغراندوق حقا، وأنه أول رجل أحبته في حياتها، كما أنها لا تشعر بالسعادة إلا إذا كانت إلى جانبه، وهي تجده جميلا ظريفا، بل لقد ذهبت الملكة إلى أبعد من ذلك، فصرحت لأمينة سرها أنه لو تقدم الغراندوق يطلب يدها؛ فإنها لن تتردد في القبول.
وبين الجنرال للبارونة ما قد تفضي إليه هذه العلاقة الغرامية من نتائج خطيرة، واتفق معها على أن يعمل هو وهي، كل من ناحيته، على منع وقوع هذه الكارثة.
الحفلة الأخيرة
Unknown page