وانطلقت بهما السيارة بأقصى سرعتها، وسيارة البوليس السري تلاحقها حتى وصلت الاثنتان بعد الساعة السابعة بقليل إلى القصر الريفي القائم على مقربة من قرية «بيلام»، على الرغم من أن الملك حاول في الطريق أكثر من مرة أن يضلل سيارة البوليس.
الأمير
وانتشر خبر وصول «الأمير» بسرعة في تلك القرية. ونقول «الأمير» لأن سكان القرية ما يزالون يعرفون جلالة الملك كارول باسم «الأمير»، وذلك لأنهم يطلقون عليه هذا اللقب منذ كان أميرا تخير هذا القصر البعيد للإقامة فيه إلى جانب من يهوى قلبه.
وقد سر سكان القرية بوجود «الأمير» بينهم من جديد يستعيد ذكريات الماضي العذبة أو المرة، وكان أكثرهم سرورا التجار الذين وصلت إليهم الأوامر بإرسال ما يحتاج إليه القصر.
وفي المساء ذهب عمدة القرية يرحب بالملك!
ولكن لم يغادر الملك أو مدام ماجدا لوبيسكو القصر مدة وجودهما في القرية.
إلى بوخارست
والظاهر أن الأيام التي قضاها الملك في باريز مع السيدة ماجدا لوبيسكو أثرت على جلالته وعليها، حتى إنه لم تمض مدة قصيرة بعد رحيل الملك حتى لحقت به السيدة إلى بوخارست من جديد، وأقامت في «الفيلا» الخاصة به بضواحي العاصمة.
وكانت شجاعة عظيمة منها؛ إذ ما كادت تعود حتى بدأ نسج المؤامرات من جديد في بوخارست، وعقد حزب الحرس الحديدي اجتماعا وضع فيه قائمة بمن تدعو مصلحة البلاد إلى التخلص من حياتهم بسرعة، وكان في رأس القائمة اسم ماجدا لوبيسكو، أو «مدام دى بومبادور» البلقان كما شاءوا أن يطلقوا عليها.
واتصل خبر المؤامرة برجال البوليس الروماني، فقبضوا على بعض المشتبه فيهم، أما ماجدا لوبيسكو فلم تظهر أقل اهتمام بالمؤامرات والدسائس التي تحاك لها، بل بالعكس، كثيرا ما تمتعض مما يتخذه البوليس من احتياطات للمحافظة عليها.
Unknown page