154

Gharaib Tafsir

غرائب التفسير وعجائب التأويل

Publisher

دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة، مؤسسة علوم القرآن - بيروت

وكذلك ما قال آخر: لا يعرف لأنه مبني على واحده في ترك الصرف وواحده أخرى، سهو عجيب، لأنه لا يلزم أن لا ينصرف كل ما واحده لا ينصرف.

قوله: (آيات محكمات)

الكلام في المحكم والمتشابه كثير، وقد أوردته في "لباب التفاسير".

والغريب فيه: أن القرآن كله محكم، لقوله: (الر كتاب أحكمت آياته) ، أي أحكمت بالنظم العجيب والمعنى البديع. وكله متشابه.

لقوله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها) ، أي يشبه

بعضه بعضا، لا خلاف فيه ولا تناقض.

والمحكم في الآية: ما لا يتطرق إليه النسخ.

والمتشابه: ما استأثر الله بعلمه، من إخراج الدابة من الأرض، وخروج الدجال، ونزول عيسى - عليه السلام -.

قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)

ذهب مجاهد والربيع والقتبي، إلى: أن الراسخين عطف على الأول، وأنهم

يعلمون تأويل المتشابه، وجعلوا "يقولون" حالا، وأنشدوا:

الريح تبكي شجوها. . . والبرق يلمع في الغمامه

أي البرق يبكي لامعا، والجمهور على أنه استنئاف يقولون خبره ، وهذا

هو المرضي عند الجمهور، لأنهم، وإن زعموا إنا لا نعلم بعض المتشابه،

Page 242