243

ورد بأن قولها ( فذلكن الذي لمتنني فيه ) [يوسف : 32] كالتصريح بأن مراد النساء تعظيم حال يوسف في الحسن والجمال ، فذلك يظهر عذرها في عشقها. ولئن سلمنا أن التشبيه في الأخلاق المرضية فذلك لا يوجب مفضوليته من جميع الجهات ، على أن قول النساء لا يصلح لأن يكون حجة.

** الحادية عشرة :

المخلوقات إما غير المكلفين والإنسان أفضل منهم ، وإما المكلفون وهم الملائكة والإنس والجن والشياطين. ولا ريب أن الإنس أفضل من الجن والشياطين ، فلو كانوا أفضل من الملك أيضا لزم كون البشر أفضل من أكل المخلوقات ، فينبغي أن يقال : وفضلناهم على جميع من خلقنا. ورد بأن كونه أفضل من كثير لا يدل على أنه ليس بأفضل من الباقي إلا بدليل الخطاب وهو غير حجة. وأيضا ثبت أن جنس الملائكة أفضل من جنس بني آدم ، ولكن لا يلزم من كون أحد المجموعين أفضل من المجموع الآخر أن يكون كل واحد من أفراد المجموع الأول أفضل من أفراد المجموع الثاني. وأيضا الكلام في التفضيل الحاصل بسبب الكرامة المذكورة في أول الآية ( ولقد كرمنا بني آدم ) [الإسراء : 70] ولا يلزم من كون الملك أفضل من البشر في تلك الكرامات وهو حسن الصورة والطهارة واستخراج الأعمال العجيبة أن يكونوا أفضل منهم في الأشياء الموجبة للثواب.

** الثانية عشرة :

ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا ) وقال إبراهيم ( رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ) [الشعراء : 83] ثم قال ( واغفر لأبي ) [الشعراء : 86] وقال لمحمد ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) [محمد : 19] والملائكة لم يستغفروا لأنفسهم ولكن طلبوا المغفرة للمؤمنين ( فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ) [غافر : 7] ورد بأن هذا لا يدل إلا على صدور الزلة من البشر وعدم صدورها عنهم ، وهذا لا يوجب أفضليتهم في القرب والثواب على الإطلاق ومن الناس من قال : استغفارهم للبشر كالعذر عما طعنوا فيهم بقولهم ( أتجعل فيها ) [البقرة : 30].

** الثالثة عشرة :

، والحافظ للمكلف عن المعصية أفضل من المحفوظ. وأيضا جعل كتابتهم حجة للبشر وعليهم فيكونون أفضل. ورد بأن الحافظ والشاهد قد يكون أذود حالا من المحفوظ والمشهود.

** الرابعة عشرة :

Page 245