Gharaib Quran
غرائب القرآن و رغائب الفرقان
عمرو إلا أنه لا يميل ( الجار ) و ( الغار ) في بعض الروايات. فروى إبراهيم بن حماد عن اليزيدي ( الجار ) بالإمالة. وروى ابن مجاهد عن اليزيدي ( الغار ) بالإمالة ، وسائر الروايات عنه بالتفخيم لقلة دورهما. واختلفوا في وقف أبي عمرو في مثل ( النار ) وأشباه ذلك. فروى ابن مجاهد والحسن بن عبد الله عن النقاش وكثير من أهل العراق أنه يقف كما يصل ، وروى سلمة بن عاصم أنه يقف بالتفخيم والأول أكثر.
** الوقوف :
الذي ولا عامل فتجعل الجملة حالا ( الكافرين ) (ه) ( شئتما ) (ص) لاتفاق الجملتين ( الظالمين ) (ه) ( كانا فيه ) (ص) لعطف الجملتين المتفقتين. ( عدو ) (ج) لاختلاف الجملتين ( حين ) (ه) ( فتاب عليه ) (ط) ( الرحيم ) (ج) ( جميعا ) (ج) لابتداء الشرط مع فاء التعقيب ( يحزنون ) (ه) ( النار ) (ج) لأن ما بعدها مبتدأ وخبر. وقيل : الجملة خبر بعد خبر لأولئك ، لأن تمام المقصود بوعيد هو الخلود مثل : الرمان حلو حامض ( خالدون ) (ه).
** التفسير :
مزيته على جميع الملائكة ، اقتضت حكمته البالغة أن جعله مسجودا لهم وهذا مقتضى النسق هاهنا ظاهر إلا أن قوله تعالى في موضع آخر ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) [ص : 72] يقتضي أن يكون الأمر بالسجود قبل تسوية خلقه ، وأنه كما صار حيا صار مسجودا لهم. وتعليم الأسماء ومناظرته مع الملائكة في ذلك حصل بعد سجدتهم. والله أعلم بذلك. ثم إن المسلمين أجمعوا على أن ذلك السجود لم يكن للعبادة لأنه تعالى لا يأمر بالكفر والعبادة لغيره كفر ، فزعم بعض أن السجود كان لله تعالى وآدم كالقبلة. فقوله ( اسجدوا لآدم ) مثل قولك «صل للقبلة» قال حسان بن ثابت :
ما كنت أعرف أن الأمر منصرف
عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
وهو ضعيف لأن المقصود من هذه القصة شرح تعظيم آدم ، وجعله مجرد القبلة لا يفيد كونه أعظم حالا من الساجد. وزعم آخرون أن المراد بالسجود الانقياد والخضوع كما هو مقتضى أصل اللغة مثل ( والنجم والشجر يسجدان ) [الرحمن : 6] وزيف بأنه في عرف الشرع عبارة عن وضع الجبهة على الأرض ، فوجب أن يكون في أصل اللغة كذلك ، لأن الأصل عدم
Page 240