فداء صان بوجه الماء مكسبه ... غنى مال بماء الوجه يكتسب
ما ينقم الدهر مني حيث أهملني ... لا عيب عندي إلا العلم والأدب
ولي فؤاد إذا حركت جانبه ... لنحو ضيم ينادي الويل والحرب
ونفس حر إذا حدثتها لعلي ... تقول لي في سوى الإذلال تصطحب
إن قمت يومًا على أعواد منبرها ... فذيل فضلي على سحبان منسحب
إذا رأيت تساو ناقص وأخو ... فضل لدي مجلس السليا فلا عجب
هذي الكواكب تبدو للعيون على ... بعد سواء ولكن بينها رتب
فضائلي ما لهذا الدهر من سفه ... لم يقض من حقكم ببعض الذي يحبب
حتى متى أنا في بؤس أكابده ... أحشاء عيشي في كف العنا نهب
هل رحمة لفتى أودت شهامته ... بقدره فرثاه الحزم والأدب
تهوى النوائب لقياه فيمنحها ... وصلًا ويهوى سنا العليا فتحتجب
كأن بيني وبين الحادثات جرى ... عقد الموالاة أم ما بيننا نسب
فكلما فارقته نكبة فرقا ... أمدها للرزايا عسكر لجب
وقوله:
وزمان عدت علي لياليه ... وقصت قوادمي وجناحي
ودعتني صروفه في شتات ... وعناء وخيبة ونزاح
لا لذنب أتيته غير أن ال ... فضل لم تلقه قرين نجاح
وإذا ما الصلاح فيكم فساد ... ففسادي الذي لديكم صلاحي
وقوله:
قلما دعاني مشق قامة كاتب ... ثلث الملاحة منه في الولدان
يرجو رقاعي الملام لعارض ... نسخي هواه وليس ذاك بشأني
علقت قلوب الناس في تعليقه ... حسنًا وهمت بخطه الريحاني
وقوله:
شجاك من الربع اليمانين عينه ... وأشجاك أن حث الرحيل ظعينه
هو الحين أما الهجر يذكو سعيره ... وأما هو الأزماع يقضي طعينه
عدتك العوادي خل داعية الهوى ... فمستوعر سهل الهوى وحزونه
أتدري بنات الحيف أي دم امرئ ... أحلت ومن أدمت عليها شؤونه
وهل ذكرت وألبان آخر عهدنا ... بها عهد صب أقسمت لا تخونه
وعيشًا قضيناه بمنعرج اللوى ... ذوت بعد ذياك النضار غصونه
لها طلل بين العذيب وبارق ... تفيئه والآن لا تستبينه
ونؤي عفاه الدهر بعد وضوحه ... كما بان بعد الحك في الخط نونه
خيال لذات الخال شوش خاطري ... وطيف بدا لي ثم أسرت ضعونه
تكلفني وجدًا بنجد وإنما ... هوى كل قلب حديث حل قرينه
مضت حجج والشأن في المط شأنها ... وعندي شؤون الحفظ فيها شؤونه
كأنا تراهنا لعود فرهنها ... فوأدي والطيف الخيال رهينه
ترى هل أتى تلك المليحة والهوى ... أحاديث أن الصبر بان معينه
وهل جاءها والعشق ميل ونزعة ... عن القلب أن لا يستفيق جنونه
على بها في الجزع أية وقفة ... بها للهوى العذري تقضي ديونه
ونظرة مسنام يغار على الحمي ... فطورًا يراعيه وطورًا يصونه
كفى حزنًا أني أرى العيس ترتمي ... بهودجها والبين حتى يقينه
وأبصر ربات الحجال تفرقت ... أيادي سبا والربع خف قطينه
ولم أنسها يومًا بجمع وشملنا ... بجمع ووجه الوصل زاه جبينه
تقول كأني بالخيام تقوضت ... جميعًا وحادي الركب خفت لحونه
وظن بأني قد سلوت غرامها ... فتى غير ديني في المحبة دينه
معاذ هواها من سلوي وأنني ... بذاك بخيل لا يجوذ ضنينه
وقوله:
دعي ما كل ساجعة حمام ... وما النخل السحوق هي الثمام
هي الأيام يوم عد عامًا ... ويوم في الحساب يعد عام
لقد لهجت بذم الفضل قوم ... له قمنا على قدم وناموا
يناظرني بهذا العصر ناس ... أنا الألف القويم وهن لام
وشتان الذي صفع هواه ... ومن بالعز لذله الغرام
رماني الحاسدون بكل أمر ... به عرفت مكانتي الكرام
فقالوا حدة طورًا وحينًا ... به كبر وطورًا لا يرام
وفي بغداد جثماني وفضلي ... تراعي حقه حلب وشام
وفتية فرية قدحت بحقد ... وغير الحزم ما ضم الحزام
وإن الجاهلين بكل عصر ... لأهل الفضل أعداء عظام
فإن نبحت على أثري كلاب ... فليس بمدركي نقص وذام
1 / 6